المرأة وحب سن الثلاثين .. تزوجت و أنا في سن السادسة عشر من عمري كان بيتنا مليء بالفتيات والصبايا االلواتي تعدت
أعمارهم سن الثلاثين ويبدوا أن والدي خشى أن أصل لهذا السن فوافق على زواجي دون أن يأخذ رأي
وبالرغم من أني كنت من المتفوقين دراسياً لكن سوء ظروف أهلي المعيشة جعلتهم يوافقون
فتزوجت من شخص يغلب عليه طابع الجدية صامت طوال الوقت وصارم وقاسٍ في بعض الأحيان.
كنت أشعر أنه والدي وليس زوجي وبصراحة كنت أخشى الحديث معه كنت الطفلة المطيعة له التي كل حديثها حاضر وشاء القدر أن أنجب منه ثلاثة أبناء .
كان زواجنا أشبه بوظيفة لإنجاب الأبناء وتلبية مطلباتنا الحياتية والمادية ومن الناحية العاطفية كنا أشبه بالمطلقين عاطفياً
وفي أحد الايام جاءني وهو يحمل ابتسامته التي لم أعتاد عليها ليخبرني بأنه يريد أن يتزوج من الفتاة التي أحبها طوال عمره لم يزعجني الخبر كثيراً لان الحب والغراميات لم تكن موجودة بيننا
فطلبت منه الطلاق بكل هدوء لم يعترض ووافق على أن يوفر لي بيتاً أنا وأبنائي
وبدأتُ حياة جديدة مع أولادي فقرأت الكثير من الكتب وزرعت بأبنائي حب العلم الذي حرمت منه وأكملت دراستي الجامعية رغم سخرية من حولي
وكنت أشاركهم فرحتهم ومناسباتهم و والدهم لم يقصر معهم مادياً وتخرج أبنائي من الجامعات وبدؤوا يخضون مجالات العمل ويستعدون لمرحلة الزواج
ورغم سعادتي بأبنائي وحبي لهم أنا امرأة لم تعش مشاعرها مع أحد وأريد ان أشعر بالحب والاهتمام ولم أخجل من الاعتراف
بأني أحببت رجل منذ عدة سنوات وطلبني لزواج وانا أُؤجل الموضوع ولكن الآن جاء وقته
فهو أرمل من خمس سنوات يسكن جارنا وحين أعلنت هذا الموضوع الكل أصبح يهاجمني ويريد مقاطعتي.
المرأة وحب سن الثلاثينأمن حق الأب أن يعيش حياته دون محاسبة ؟ أما الأم جريمة وأنا الآن حائرة بين رضا أبنائي
والشخص الذي أحببته وشعرت معه بالأمان.
لملمت شجاعتي وأبلغت أبنائي بموافقتي على الزواج فمن أراد أن يشاركني فرحتى فليقف بجانبي كما تعودنا دائماً
ومن لم يرغب يتركني أعيش حياتي بهدوء دون منغصات .وفي اليوم التالي تفاجأت بموافقة ابنائي وبأات حياة جديدة مرة ثالثة
الحياة لاتتوقف مهما مرت بنا الازمات المهم ألا تقف مكانك طور من ذاتك واصنع مستقبلك
وعش مشاعر الحب حتى لو بلغت الثلاثين .. فحياة المرأة وحب سن الثلاثين شيء عظيم .
وهذا مقال آخر يتحدث عن حياة امرأة آخرى بدأت أيضاً في سن الثلاثين بعنوان الدكتوراة في الأخلاق الحميدة