يومياتي أنا والمدير بعضُ الأسئلة ِتقتحمُني دون استئذان ربما كانت أسئلةٌ لا أحتاج إجابتها في شيء وقد تكون ُ أسئلةٌ لا قيمةَ لها ولكني اُبتليتُ بعقليةٍ عنيدة تكره الأسئلةَ المُعلّقة فَـإن غاب اسمُ أحدهم عن ذاكرتي لا يهدأ لي بال حتى أتذكره وإلا ستصبِح ذاكرتي مقراً لكل المراهنات.
وها أنا أُدللُّ ذاكرتي لأتذكر ما قاله لي مديري في أولِ لقاءٍ كان بيننا ومن هنا بدأت يومياتي مع المدير
أظن أن ملامحه كانت قاسية، كان رقم الحادي عشر يحشر نفسه بين حاجبيه أما ألفاظه كانت غليظه كرصاص يطلقها عليّ نظر لي نظرةً شملت كل أجزاء جسمي من الأسفل إلى الأعلى أأنت الموظف الجديد نظرت إليه بخجل وارتجف صوتي؟
أجل أجل مديري العزيز
ظننت أن كلمة مديري لتعزيز ملاطفتي له ستفك ملامحه الغليظة لكنها جاءت لي بزئير الأسد أنا لا أحب المجاملات الكثيرة وأعتبرها نفاق من أين جئت بهذه الدعوة من أول لقاء .
هنا تعالت كلماتي مع أنفاسي وقتها تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني ،التزمت الصمت حتى أشار إللي بمكتبي الجديد جلست وبدأ يبدو عليّ الارتباك من أول يوم عمل في وظيفتي أنظر إلى الساعة كل دقيقة أريد أن يمر هذا الوقت سريعا ً.
لكن الانتظار يبطئ الوقت وأخيراً سمح لنا بوقت الاستراحة ولكن جدت ما لم أكن أتوقعه
وجدتُ المدير يلتف حوله جميع الموظفين و يرتشفون الشاي بضحكاتهم
ويمزحون معه وتعلو أصواتهم كأنهم أصدقاء قهوة تعجبت وسألت نفسي ما هذا المدير غريب الأطباع؟
وكأنه اقترب مني ليجيبني على سؤالي بابتسامة لأرى جمال روحه أيها الزميل الجديد وقت العمل للعمل
وقت الاستراحة لنريح أنفسنا من العمل ،تعمدت أن أريك قسوتي في أول دقائق، لتدرك قيمة هذا المكان
ستكون موظفاً جيداً إن أصبحت مثلنا.
وكان هذا أول درس لي في اول يوم عمل من يومياتي أنا والمدير
وفي اليوم التالي ذهبت إلى العمل وأنا أحمل إرشادات المدير لي فوصلت قبل موعدي بعشر دقائق
فوجدت المدير جالساً في مكتبه وقابلني بابتسامة بعد أن نظر في ساعة يده
وقال لي يبدوا أنك ستكون موظفاً متميزاً فقلت له سأحقق ذلك بإرشاداتك لي
وجلست على مكتبي وأنا أحمل حماساً يجعلني أعمل طوال الوقت.