كيف تحول واقع سائق المدينة
قد تبدو ملامح قصتي غريبة لكنها واقعنا الذي لا ننكره ومهما اختلفت مسميات المدن العربية
فالخريج العربي العاطل عن العمل قصة تتكرر في كل المقاهي و النوادي أنا ذلك الشاب العربي الذي تتكرر صورته في كل المجتمعات العربية لكن ضيق الحال جعلتني أفكر بالأمر بجدية خريج هندسة يقضي معظم يومه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ينهيها مع أصدقاء فاشلين على أقرب مقهى إلي بيته في ليلة شتوية باردة جافاني النوم جلست مع نفسي أحدثها عن أحلامي القديمة وكيف كنت أتمنى أن أكون مهندساً متميزاً ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
فجلست مع نفسي وسألتها ؟ هل سيستمر وضعي هكذا فأنا أقترب من الثلاثين
شعرت بحزن داخلي فأردت أن أطرد هذا الحزن لكن الهموم أثقلت قلبي وبدأت أفكر جيداً بتغير وضعي كيف أستطيع أن أحقق فرصة عمل لي فأنا لا أملك المال لإقامة أي مشروع .
وأنا تائه في تفكيري جاءت لي والدتي بكأس من الشاي تحمل معه همومها قلت لها ما بكِ يا أمي
قالت لي بثقل والدك لا يستطيع العمل بعد اليوم لأن الطبيب منعه من القيادة لأن نظره ضعف بسبب مرض السكر وقد بلغ الستين
لم أتردد في أن أحمل هذا العبء عن والدي قلت لها منذ الصباح سأعمل على سيارة والدي على الرغم من فرح والدتي إلا أنه كان فرح لا طعم له فنمت وأنا أحتضن كآبتي بين أضلعي كانت ليلة تقلبت بها كثيراً .
وفارقني النوم وفي الصباح استيقظتُ بنشاط وهمة وتوكلت على رب العباد بمهنتي الجديدة
وكان والدي معتاد على اصطحاب أطفال الحي على مدارسهم وجدتهم في انتظاري
فقد كان صباح لذيذ بضجيجهم و مشاكساتهم وانتهى يومي الأول بسلام وببعض النقود التي أدخلت الفرحة على والدي
وفي اليوم الثاني قررت أن أفاجئ أطفال الحي ببعض الحلوى لم أكن أتوقع فرحتهم
حقيقة كانت فرحتهم دافع كبير لأشياء كثير وبدأت أشعر بقيمة العمل
وزاد احترامي لنفسي فكرت أن أطور مشروعي وضعت إنترنت مجاني لركاب
كانت هذه الميزة جميلة فكانوا يختاروني من بين كل سائق يأتي في المدينة
فعملت ثماني عشر ساعة كنت أنام ست ساعات فقط فقد كان هدفي تعويض السنين التي ذهبت من عمري على المقاهي
وقررت أن أشتري ميكرو باص صغير فكرت بفكرة جديدة بالإضافة إلى الإنترنت
فقمت بحملة “إفطارك علينا ” والحمد لله نجحت ووجدت إعجاباً كبيراً بين الناس
وأصبحت أمتلك مكتب سيارات وبقيت مستمراً في إيصال أطفال الحي إلى مدارسهم
دائماً اصنع مجدك بنفسك ولا تبقى ساكناً في محلك.