“قصص نجاح تجعلك طموح “
كنتُ على يقين بأن أمنياتي ستزهر يوماً ما ، وتُصالحنا على الحياةالتي كانت تُمارس معي الكرَّ و الفرَّ كثيراً وتقسو عليّ أحياناً.
أما مدينتي التي كان سوء الحظ يجول في أحيائها كأنه أحد سكانها فمازلتُ أحمل لها كثيراً من الآمال والأمنيات المؤجلة
إنني شاب عشريني العمر متحمس جداً للحياة،منتظراً أن أخوض مجالات العمل ،
كانت قناعاتي في ذلك الوقت أن حصولي على شهادتي الجامعية كفيلٌ بأن يحقق لي فرصة عمل مغرية أتفاخر بها أمام الجميع لكن أحياناً تشغل قلوبنا المظاهر الفارغة فتعيق تفكيرنا و نصبح عبيداً لأفكار لا علاقة له بالواقع.
تخرجت من جامعتي واحتفظت بشهادتي مع الأوراق الهامة ووضعتها على رف أحلامي البالية وأصبحت عبئاً على عائلتي وزدتُ من نسبة البطالة في مدينتي التي تشتكي الفقر كثيراً وأضفتُ خريجاً جديداً بائساً على قائمة الخريجين أعتقد أني امتلكت مسمياتٍ كثيرةٍ فمنها خريجاً ومنها عاطلاً.
وأنا واقفٌ في مكاني شعرت أن أيامي متشابه أُصبت بشيءٍ من الملل والكسل بعد أن كانت ابتسامي تغزو ملامحي دائماً وفي يوم ما وأنا أقلب صفحات مواقع التواصل الإجتماعي صادفتني عبارة وكانت كأنها رسالة ٌلي “قم واصنع مجد نفسك فالحياة لا تنتظرك “
حقاً الحياةُ لا تنتظر والعمر يمر ، تمردتُ على هذا الانهزام الذي أصاب تفكيري وقررت أن أنتفض على نفسي فأصدرت فرماناً بالبحث عن عمل خارج حدود شهادتي الجامعية أريد أن أصنع مشروعاً خاصاً بي رغم أن إمكانياتي المادية ضعيفة بدأت عملية التفكير.
بحثتُ كثيراً عن شيء يُناسبني وقرأتُ قصصاً كثيرةً عن النجاح كانت هذه القصص بمثابة وقوداً يساعد روحي على الاستمرار
وقررت أن أصنع مشروعي الصغير وأن أكون بائعاً في إحدى طرقات مديني المكتظة بالسكان
وشاورت الجميع فمنهم من كان يُشجعني على خوض التجربة ومنهم من كان يقذفني بكلماته الجارحة
كأنني أخون شهادتي كل هذه الأشياء لا تهمني كثيراً لأن الفكرة كانت مثبتةً في رأسي
أعلم جيداً أن مئات من الباعة يتجولون في بيع المشروبات الساخنة والباردة
وأنني لستُ البائع الوحيد لكني فكرت بأن أقدم شيء مختلفاً شيئاً يجذبُ الزبائن
قررت أن يحمل مشروعي اسماً لأحد مواقع التواصل الاجتماعي فاخترت الفيس بوك اسماً للمشروع
لأنه الأكثر استخداماً هُنا وصممت العربة على شكل كلمة الفيس بوك كان تصميماً جميلا ًملفتا ًللنظر
وجعلت الواي فاي مجانياً ” مشروبك عليك والنت علينا” كانت هذه الفكرة التي اعتمدت عليها في عملية التسويق
أعلم أن هذا الأمر كان مُغرياً لبعض الناس وبعد عدة أشهر أصبحتُ مشهوراً بالمنطقة
وكان النجاح أحد زبائني لم يتوقف مشروعي عند هذا الحد وها أنا الآن أفكر في توسيع مشرعي
لتتحول عربتي الي كافي شوف
” هذه إحدى قصصنا في سلسلة قصص نجاح تجعلك طمموح وهذه قصة نجاح أخرى أيضاً للشاب طموح بعنوان كيف تحول واقع سائق المدينة”