خربشات إلكترونية تجارب من صداقات إلكترونية
إننا لا ننكر تسلل هذا الهاتف لحياتنا الاجتماعية وأننا استطعنا أن نبني علاقات عمل ناجحة وعلاقات صداقة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لكن ما لم نحسبه هو وقوعنا في فخ الصداقات الإلكترونية التي كنا نضعها على رفّ بعيد عن علاقتنا الحياتية فـــيشاء القدر أن ألتقي بصديقة لي هنا في أحد أزقة هذا العالم الإفتراضي
الذي أثبت أنه استحوذ على مساحة لا بأس بها من واقعنا
فهي من بلاد بعيدة تتباهى بأضوائها وثرائها بين الدول وأنا من مدينة بائسة يسكن الظلم بجوارها ،لكن الأماكن لم تكن يوماً مقياساً لصداقة الإلكترونية ولا الشهادات العلمية ولا حتى هذه الصور الزاهية التي نختفي خلفها و نرسلها لأصدقائنا بأحد الفلاتر لنبدوا من حمله البشرة الصافية أو الإبتسامات الجميلة
فقد يساعدنا أحد برامج هذا الهاتف على إخفاء بعض عيوبنا كل هذه الاشياء ليست مقياس لصداقة قوية، ما يجمعنا هنا اشياء نتشابه بها
كفكرة معينة أو نظرة نتفق عليها للموضوع ما هكذا كنا نلتقي في الحقيقة نحن في احتياج الأصدقاء فالصداقة علاقة إيجابية تغذي فكرك وروحك وتطور من ذاتك
لا أنكر سعادتي بهذه الصداقة فقد كانت تقربنا الرسائل من بعض ويبعدنا الصمت
كنت دائماً متسرعاً ويثور غضبي الإلكتروني الذي لا تراه إلا من خلال ما أكتب
إن تأخرت عليّ بالرد أوأهملت رسائلي لدقائق، فأنا لستُ خبير بهذه العلاقات
لكني بعد فترة زمنية تعلمت منها الردود المتأخرة وأصبحت علاقتنا شبه يوميةحتى أنني كنت أودعها حين تسافر
و أستقبلها حين تأتي لستُ أنا من ابتدع هذه الطقوس
ولكن هكذا هي الصداقات الإلكترونية فأنت تعيش جميع المشاعر وأنت خلف هذا الهاتف الذي نتهلف عليه ونخشى أن يقع في أيدي أحد
فيعبث به فهو لا يدرك أن سعادتنا بين سطوره وأنّ هذا الكيبورد الذى يحوي ثمانية وعشرون حرفاً
يحمل ببن طياته أجمل مشاعر لنا فهو يرى مشاعرنا قبل أن يراها من أحبته قلوبنا ومن اتفقت عليه عقولنا
حتى ضحكاتنا نعيشها هنا، فيتعجب الآخرون منها ويتهمونا بالجنون
كيف أستطيع أن أتنكر له ونحن نعيش ساعات من تفاصيل يومنا فيه عشنا قصة صداقة جميلة استمرت ثلاثة أعوام
لكن النهايات ليست كالبدايات فالغريب بهذه العلاقات أنها لن تكتمل كما نريد لأنها فجأة تصاب بشيء من البرود
وتدخل ضمن العلاقات الباردة فالصداقة الاكترونية من السهل الخوض فيها لكن أعمارها قصيرة ولا تعيش طويلاَ