حظر التجوال وأمسيات كورونية
بعد أن فُرض حظر التجوال على مدينتي التي كنت أتباها بأضوائها ،واتسكع بشوارعها و يعجبني ضجيج سكانها حتى أن الليل يغار من سحرها حين تمتلئ الشوارع بالمارة و تكتظّ بالبائعين.
اليوم مدينتي هادئة تخلو من المارة وتمتلئ شوارعها برجال الدفاع المدني وسياراته التي تشعرنا بأن هناك خطر قادم وتعلو مكبرات الصوت بحظر التجوال هاتان الكلمتان اللتان تسمعان بالثورات وحفظ الأمن اليوم نسمعها من أجل حفظ صحتنا
أجواء مشحونة بالخطر وأنفاس نلتقطها ونحن نخشى أن تخبئ في زفيرنا وشهيقنا ذلك الفيروس اللعين الذي أصبحنا تتحسس أخباره ،فقد تفشى بكل الأخبار العالمية.
حتى أنني أخشى أن تُصاب به مذيعة الأخبار لأنها تُحدثنا عنه وهي تبتعد عن المايك قليلاً فهو يلتصق بالأماكن الناعمة
فقد أصبح حديث الساعة وهوس الجميع أما هذا الهاتف اللعين الذي أصبح أسرع وسيلة في انتقال الخبر.
حتى أنه أسرع من كورونا وأشك أنه ممتلئ بالفيروسات الغير كورونية وسبب كل المشاكل العائلية طفلي الصغير الذي يقاسمني به أما ابنتي الكبرى فتعد الساعات التي أجلسها أمامه، أما زوجي إذا رأه في يدي نظر بغضب وردد عبارته المشهورة.
طول اليوم على هذا الهاتف ويهددني بقطع الإنترنت فيدور بنظراته على البيت
ربما يجد كأس هارباً من المطبخ أو صحن فيه بقايا طعام أو غبرة تسكن التلفاز ليثور غاضباً انتبهي لبيتك
ويبدأ بالتهديد والوعظ وثم ينصحني بالاهتمام في أمور البيت اكتر
ويبدأ بالوعظ والإرشاد حتى منتصف الليل فقد وجد موضوع يلهي نفسه به
فأُدير وجهي و أواصل اللعنات على كورونا التي حظرت علينا التجوال
فتخطر على بالي فكرة رهيبة وهي أن أفتعل مشكلة مع زوجي وأكسر هذا الحجر وأخرج بعيداً عن البيت لكن سرعان ما توقفني سيارة الدفاع المدني ،وتسألني عن سبب خروجي؟
فأخبرهم بأن زوجي يشتكي من أعراض الكورونا
لعلهم يأخذونه في الحجر الصحي فيغيب عني خمسة عشر يوماً
فأعود معهم إلى البيت ، ويخرج زوجي منه متوعداً لي عند رجوعه طالباً أن أرسل الأولاد لزيارته يومياً
ياإلهي كم أنها فكرة لعينة كهذا الفيروس اللعين “حظر التجوال وأمسيات كورونية “
وهذا مقال اخر بعنوان استغلال فترة الحجر الكوروني يساعدك في الاستفادة من فترة الحجر .
