اليوم الأول في الدوام بعد انتهاء الكورونا !
غداً سيبدأ الدوام هكذا ضجت وسائل الإعلام اليوم بأنه ابتداء من يوم غدٍ سيبدأ الدوام في كل الوزارات وستعود الحياة إلى طبيعتها .
أيعقل أن هذا الفيروس الذي ملأ العالم رعباً انتهى في ليلة وضحاها !! وأصبحت وسائل الإعلام تتناقل الخبر كأنها توزع
الحلوى على المشاهدين وتبشر المواطنين بعودة الحياة إلى سابق عهدها قبل الكورونا .
عزيزي الموظف كل ما عليك أن تأخذه قبل الذهاب إلى عملك هو :
بعض من الحذر القديم الذي تعودنا عليه مع ارشادات السلامة التي حفظناها عن ظهر قلب يبدوا أن الأمر سهلاً
ولا يحتاج إلى كثير من الخوف لملمت شجاعتي التي أصبح وزني أكبر حجماً منها وقفت أمام مرأتي لأقنع نفسي بأن غداً دوام اعتيادي .
ونظرت إلى وجهى وجدته شاحباً وعيناي غائرتان من مرافقة السهر وجسدي الذي أصبح ممتلئاً أكثر مما كان عليه قبل الكورونا .
أما شعري المشاكس الثائر دائماً الذي كنت أهدئه ببعض من الكريمات فقد كنت أخشى الذهاب إلى الحلاق طوال فترة الحجر حقيقةً لم أشعر بكثير من الرضا عما رأيت فملامحي أجمل من ذلك واهتمامي بنفسي كان أكثر من ذلك فقررت أن اهتم بشكلي الخارجي أكثر فاستخدمت بعض المسكات الطبيعة وقررت أن أهذب شعري بطريقة جميلة وأن أرتدي ملابس جميلة في أول يوم عمل .
لأشعر بأنني انتصرت على هذا الفيروس اللعين الذي اعتقلنا ونحن داخل بيوتنا .
وفي صباح اليوم التالي استيقظت باكراً وفي الحقيقة أنا لم أنم طيلة الليلة الأرق مازال صديقي وجسدي ما زال معتاداً
على الأجواء الكورونية وثقافة التعقيم أصبحت سلوكاً يومياً لنا.
حتى أننا اخترنا التباعد الإجتماعي كأحد أنواع التعقيم والزيارات في عهد الكورونا
فهو جريمة يعاقب عليها القانون الوقائي فقررت أن أغير كل طقوسي الكورانية فارتديت ملابسي الجديدة
ووقفت أمام المرآة أغازل شعري القصير مرة أصففه يميناْ ،ومرة أخرى شمالاْ لإقناع نفسي أنه إذا نام على جهة اليمن سيكون أجمل
ويبدوا أنني منذ فترة طويلة لم أقف أمام المرآة طويلاً فلم أفعل ذلك منذ ثلاثة أشهر وملأت المكان عطرا ًحتى يزيل رائحة الديتول الذي ارتبطت بزمن الكورونا .
