“ازرع سطح المنزل “
وفي التفاصيل دوماً نكتشف أشياء لا تشبهنا في دواخلنا التي ننتمي إليها أشياء لا علاقة لها بالملامح أشياء أعمق بكثير من شكل خارجي
أو رسمة عينين أو حجاب ترتديه أو حتى نظرة عين عابرة أو بعض الأقنعة التي نختبئ وراءها أو حتى وظيفة أو عمل نرتبط به
في دواخلنا دوماً ما لا يستطيع أحد اكتشافه غير مرآة صادقة مع أنفسنا ومع الجزء الطيب بنا الذي يخشى الله دائماً
اليوم مختلف لي فهو متصدر لأعلى معدلات الأمل بالنسبة إلي بعد أن أصابني إحباط من هذا العالم الذي ينظر لأي خريج على أنه عالة على المجتمع.
تخرجت مثل جميع الخريجين وجلست على القهوة مثل الجميع أرثي حظي القليل وأشنّ هجوماً على ظروف البلد وفي الحقيقة:
المشكلة تكمن في الخلل في مفاهيمنا للحياة وأن العمل لن يدق بابك إن لم تدق أنت على كل الأبواب عليك من الآن فصاعداً.
أن ترفض كل المفاهيم الخاطئة للعمل وإما أن تعمل موظفاً أو تجلس على كرسي في أحد المقاهي ها هي قصتي التي جعلتني مختلفاً نوعاً ما عن شباب جيلي الكسول.
قررت اليوم أن أخوض مجال العمل وأن أبحث في داخلي عن مهاراتي التي أمتلكها وأسخرها لهدف العمل
رغم أن جيوبي فارغة وبيت أهلي مكتظّ بالأطفال فأنا أكبر إخوتي ولو قسّمت مساحة البيت بيننا سيكون نصيبي سطح المنزل
ابتسمت لنفسي لأدللها وقلت لها سأذهب لأجلس فوق سطح بيتنا وأبتعد عن هذه الفوضى قليلاً
خرجت لألقي همومي على هذا السطح فقد كان الهواء محملاً بلسعة من برودة الربيع
فهي مساحة جميلة تخلو من ضجيج المدن سرحت بأحلامي التي أنهكها طول الانتظار قليلاً
وتسألت ماذا لو كانت هذه المساحة أرض أمتلكها ؟
ماذا سأصنع بها ؟ راودتني أفكار كثيرة كأن ابني بيتاً أو أ، أبني مصنعاً أو أزرعها
سخرت من تفكيري بضحكة هستيرية وسرعان ما أفقت على فكرة لما لم أقم بزراعة هذا السطح
وأصنع مشروعي الخاص “ازرع سطح المنزل”
لا أظن أنه سيكلف كثيراً وبدأت أفكر بجدية في الموضوع، كم هي تكاليف المشروع وكيف سأنفذه على سطح منزلنا ؟
شاركت صديقاً لي بالفكرة وبدأنا ننفذه على أرض الواقع
قررنا أن نبدأ بالزراعة الموسمية والحمد لله وجدنا إقبالاً على منتوجاتنا لأن ما يميزنا
أننا لا نستخدم مواد كيماوية وأصبحنا نزرع الأشجار المقزمة كبرنا بمجهودنا و وإصرارنا على النجاح
وتحول مشروعنا ازرع سطح المنزل من فكرة إلى حقيقة.
وهذا مقال آخر بقصة نجاح وإنجاز جديد بعنوان طالب اليوم دكتور الغد